السياحة السعودية ممر للثقافة والتاريخ

السياحة-السعودية

السياحة السعودية ممر للثقافة والتاريخ

لا تقتصر أهمية السياحة السعودية على الجوانب الترفيهية فقط بل هي ممر الجيل الجديد للأحداث الثقافية والتاريخية. كما هي رافد اقتصادي أيضاً. وعلى الرغم من أن هذا الجانب الاقتصادي للسياحة لم يكن موضع اهتمام من قبل. إلا أن السياحة السعودية، خاصة بعد إطلاق رؤية 2030 وتوجيهات القيادة الرشيدة، باتت تلقى دعمًا متزايدًا من الحكومة السعودية التي تعمل حاليًا على تنفيذ عمليات تطوير شاملة لمنظومة القطاع السياحي.

يشمل التطوير عدداً من المشاريع الكبرى، وتحديث وتطوير البنية التحتية. وتأهيل المواقع السياحية والتراثية، والارتقاء بقطاع الإيواء ووكالات السفر والخدمات السياحية. وتطوير الأنشطة والفعاليات في المواقع السياحية، فضلًا عن تنمية الموارد البشرية السياحية.

دور الهيئة السعودية للسياحة في تطوير القطاع

تسعى هيئة السياحة لاستكمال مهمتها نحو تحويل السياحة إلى قطاع اقتصادي يسهم بفعالية متزايدة في الناتج القومي الإجمالي. ودعم الاقتصاد الوطني، بعائدات تصل إلى 10%، وتوفير ما يصل إلى 1.6 مليون وظيفة في عام 2030.

السياحة الثقافية

يتوفر لدى المملكة العربية السعودية ما يقرب من 150 موقعًا أثريًا وتراثيًا وتاريخيًا، ناهيك عن تلك المناطق السعودية التي تضيفها اليونسكو إلى قائمة التراث العالمي يومًا تلو آخر، وهو ما يجعل المملكة معدة لتكون من أبرز وجهات السياحة الثقافية في العالم، ويهيئ هذه السياحة لتجلب أموالًا ضخمة إلى إجمالي الناتج المحلي.

ولأن القيادة الرشيدة تعمل على دعم القطاع السياحي بشكل عام؛ لم تغفل السياحة الثقافية. حيث تم تأسيس ودعم عدد من المهرجانات الثقافية والتاريخية، مثل سوق عكاظ أحد أبرز أسواق العرب. إضافة إلى مهرجان جدة التاريخية، ومهرجان الصحراء في حائل، ومهرجان الصقور، والمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية). الذي يتم إقامته تحت إشراف وزارة الحرس الوطني منذ نحو 33 عامًا.

وطورت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، كذلك، عددًا من الوجهات السياحية. وبعض الأسواق التاريخية، والقرى التراثية. كما شهد توثيق الفولكلور الشعبي والمأكولات الشعبية اهتمامًا ملحوظًا من جهة التوثيق. ابتغاءً ضمان استمراره، وحفاظًا على رأس المال الثقافي للمملكة.

الثراء التاريخي والأثري

لدى المملكة العربية السعودية 5 مواقع مسجلة في قائمة التراث العالمي، هي: موقع مدائن صالح وحي الطريف بالدرعية التاريخية وجدة التاريخية ومواقع الرسوم الصخرية في موقعي جبة والشويمس بمنطقة حائل، واحة الأحساء السعودية.

ويُعد تسجيل هذه المواقع السعودية ضمن قائمة التراث العالمي أحد إنجازات الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والتي تسعى، من خلال تسجيلها المواقع الأثرية والتراثية في قائمة التراث العالمي، إلى الحفاظ على الثراء التاريخي والأثري والتراثي المتنوّع في السعودية، وإبرازه للعالم، وتأهيل هذه المواقع وفقًا لمعايير المنظمات العالمية المتخصصة.

دراسات عن السياحة في السعودية

أسهم القطاع السياحي في السعودية في زيادة الناتج المحليّ الإجمالي بنسبة تصل إلى أكثر من 7% وذلك في عام 2011م. كما أدى النمو في هذا القطاع إلى زيادة نسبة التوظيف في الدولة. والتي وصلت إلى ما يقارب 26% من مجموع العاملين في القطاع السياحي. حيث يشغل هذا القطاع ما يقارب من 670.000 وظيفة بشكلٍ مباشر، مما أدى إلى زيادة القوى العاملة في السعودية، وتحديداً في القطاع الخاص. حيث كشفت العديد من التقارير التي ظهرت في المنتدى الاقتصادي العالمي أنّ السعودية حصدت ما يقارب من 46.000.000.000 دولار من السياحة الوافدة في عام 2013م، كما أنفق السياح الأجانب في السعودية ما يقارب 48.000.000 دولار. أما بالنسبة للسياح المحليين فقد بلغ إجمالي إنفاقهم في هذا العام ما يقارب من 28.000.000.000 دولار.

في عام2008م أعلنت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة منطقة مدائن صالح كواحدة من مواقع التراث العالمية. وبذلك كانت السعودية واحدة من أوائل المواقع التي انضمت إلى قائمة مواقع التراث العالمي. وفيما بعد، وتحديداً في سنة 2010م أضيفت الدرعية إلى هذه القائمة. وبعدها تمت إضافة مدينة جدة التاريخية إلى هذه القائمة، وفي عام 2015م اختيرت منطقة حائل بما تحويه من فنونٍ صخرية لتصبح واحدة من أوائل مواقع التراث العالمي. وحصلت السعودية على لقب الوجهة السياحية الرابعة ضمن المؤشر العالمي للسياحة، وذلك بالنسبة لدول منظمة التعاون الإسلامي.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *