دور مسؤول الموارد البشرية وتنظيم الفعاليات

دور مسؤول الموارد البشرية وتنظيم الفعاليات - The role of the human resources officer and organizing events

دور مسؤول الموارد البشرية وتنظيم الفعاليات: كيف تصنع تجارب تعزز الولاء والإنتاجية؟

في عالم الأعمال المتسارع، لم يعد دور مسؤولي الموارد البشرية مقتصرًا على المهام التقليدية مثل إدارة الرواتب أو متابعة الحضور والانصراف، بل اتسع ليشمل دورًا استراتيجيًّا يُركز على بناء ثقافة مؤسسية جاذبة وتحفيز الموظفين لتحقيق أهداف المنظم

ة. وفي خضم هذا التحول، برز دور مسؤول دور مسؤول الموارد البشرية وتنظيم الفعاليات وتأمين مساحات العمل الملهمة كأحد أهم الأدوات التي يعتمد عليها مسؤولو HR لتحقيق هذه الرؤية. لكن كيف تتحول الفعالية العادية أو قاعة الاجتماعات الروتينية إلى عامل حاسم في تعزيز الولاء الوظيفي ورفع الإنتاجية؟ هذا ما سنستكشفه في هذا المقال.

الموارد البشرية وصناعة التجارب الوظيفية

أصبحت “تجربة الموظف” (Employee Experience) مفهوماً محوريًّا في إدارة الموارد البشرية الحديثة، حيث لم تعد الشركات تقيَّم فقط بمدى أرباحها، بل بقدرتها على خلق بيئة عمل يشعر فيها الموظف بالتقدير والانتماء. هنا، تبرز الفعاليات وقاعات الاجتماعات كعناصر أساسية في تشكيل هذه التجربة. فعندما ينظَّم حدث Team Building مبتكر، تذوب الحواجز بين الإدارات، ويتحول الزملاء إلى شركاء في تحقيق الأهداف. وعندما تجهَّز قاعة اجتماعات بتقنيات ذكية، تتحول الجلسات الروتينية إلى حاضنات للإبداع. حتى الاحتفالات البسيطة، مثل الحفلات السنوية، تصبح ذاكرة مؤسسية تخلِّد إنجازات الفريق. على سبيل المثال، استثمرت شركة “تِك نوفا” في قاعة افتراضية مجهزة بتقنيات الواقع المعزز (AR) لتدريب موظفيها، مما خفض وقت التدريب بنسبة 30% وحسَّن استيعاب المعلومات، وهو ما يعكس كيف يمكن لاستثمار بسيط في “التجربة” أن يترجم إلى نتائج ملموسة.

مسؤول الموارد البشرية: مهندس التفاصيل الخفي

لا يقتصر دور مسؤول الموارد البشرية على التخطيط للفعاليات، بل يتعداه إلى هندسة التفاصيل الدقيقة التي تضمن نجاحها. سواء كانت الفعاليات داخلية، مثل ورش العمل لتنمية المهارات أو الاحتفالات التي تعزز الروح المعنوية، أو خارجية، مثل معارض التوظيف التي تعكس صورة العلامة الوظيفية للمؤسسة (Employer Branding)، فإن التحدي الأكبر يكمن في تحويل هذه الأنشطة من مهام روتينية إلى استثمارات ذكية تحقِّق عوائد مثل خفض معدل دوران الموظفين أو جذب المواهب المتميزة. هنا، يبرز دور الشريك الاستراتيجي المتخصص في تنظيم الفعاليات وتأمين القاعات، والذي يعمل كجسر بين التخطيط والتنفيذ، ويحرر مسؤول HR من التعقيدات اللوجستية ليركز على الأبعاد الاستراتيجية.

دور خدمات تنظيم الفعاليات: أكثر من مجرد توفير قاعة

عندما تتعاون إدارة الموارد البشرية مع شركة متخصصة في تنظيم الفعاليات، فإنها لا تحصل فقط على “خدمة لوجستية”، بل على شريك يفهم أبعاد الدور الاستراتيجي لـ HR. فالقاعات المجهَّزة بتقنيات عالية – مثل الشاشات التفاعلية أو أنظمة المؤتمرات عن بعد – لا تسهِّل الاجتماعات فحسب، بل تحفِّز الإبداع وتحوِّل الجلسات إلى فرص للابتكار. أما الفعاليات المخصصة، مثل “يوم الWell-being” الذي يتضمن جلسات استرخاء أو ورش التغذية، فتظهر للموظفين أن الشركة تهتم بصحتهم النفسية والجسدية، مما يعزز الثقة ويقلل من معدلات الإجهاد الوظيفي.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فخدمات مثل الحُزم الشاملة – التي تشمل كل شيء من اختيار القاعة إلى تصميم البرنامج – توفر وقت فريق HR الثمين، بينما تتيح الفعاليات الهجينة أو الافتراضية، المدعومة بتقنيات متطورة، مشاركة موظفين من فروع مختلفة حول العالم دون الحاجة إلى السفر. هكذا تتحول الخدمة من تلبية احتياجات فنية إلى دعم أهداف استراتيجية.

اقرأ المزيد عن: مؤشر الأداء الرئيسي لقياس الأحداث

التحديات: من العقبات إلى الفرص

رغم أهمية الفعاليات، يواجه مسؤولو HR تحديات كبيرة في تنظيمها. فمثلاً، قد تعيق الميزانيات المحدودة تنفيذ فعاليات ضخمة، أو قد تواجه الشركات صعوبة في إرضاء جميع الموظفين بسبب تباين تفضيلاتهم. لكن هذه التحديات ليست نهاية المطاف، بل يمكن تحويلها إلى فرص. فعبر الاستعانة بشريك متمرس. يمكن تصميم فعاليات صغيرة مكثفة ذات تأثير عالٍ، أو استخدام استطلاعات الرأي المسبقة لفهم احتياجات الموظفين وتنويع الفعاليات بين الترفيهية والجادّة. حتى التعقيدات اللوجستية، مثل اختيار الموقع المناسب. تحل عبر شركاء يمتلكون شبكة واسعة من القاعات المتعددة الاستخدامات، والتي تلائم مختلف الميزانيات والأهداف.

اقرأ المزيد عن: ما هي الأهداف الذكية SMART Goals ودورها في تحقيق أهداف فعاليتك بنجاح

قصة نجاح: ورشة مقدمي البرامج- برنامج المقيم الأول وزارة الرياضة

عقد صندوق تنمية الموارد البشرية ممثلاً في برنامج تدريبي في الرياض بالتعاون مع معهد إعداد القادة التابع لوزارة الرياضة لتطوير مهارات قيادات المستقبل في القطاع الرياضي. ويهدف تعاون المعهد مع الصندوق إلى تزويد الممارسين في القطاع الرياضي بالمعرفة والمهارات اللازمة. من أجل الارتقاء بمستوى أداء العاملين في المنشآت والميادين الرياضية وتعزيز قدراتهم القيادية بما يحقق استدامتها. وسعى البرنامج الذي امتد لـ 5 أيام ، إلى تمكين منشآت القطاع الخاص، عبر بناء الكفاءات القيادية الوطنية. وإكسابهم جدارات قيادة فريق العمل وقيادة الأعمال، والاستفادة من النماذج والخبرات العالمية في تطوير القيادات وتفعيل مبادئ القيادة الفاعلة.

وتم ذلك عن طريق تنظيم مميز وفعال للورشة مما أدى إلى تحقيق الأهداف المرجوة منها. شاهد صور الورشة التي قام خبراء رعاية الوفود بتنظيمها.

لماذا يجب أن تكون الفعاليات أولوية استراتيجية؟

الاستثمار في الفعاليات ليس إنفاقًا، بل هو ضخ موارد في أهم أصول الشركة: الموظفين. فكل فعالية ناجحة تعزز الانتماء، وكل قاعة ملهمة تحفز الإبداع، وكل تفصيلة مدروسة ترسخ صورة إيجابية عن المؤسسة. عندما تتعاون إدارة الموارد البشرية مع خبراء تنظيم الفعاليات، فإنها لا توفر الوقت والجهد فحسب، بل تبني ثقافة مؤسسية مستدامة تدفع النمو على المدى الطويل.

في حال احتجت إلى بعض النصائح الأساسية لتنظيم فعاليات ناجحة لا تتردد في قراءة هذا المقال أو الاتصال بنا.

الموازنة بين الفعاليات والإنتاجية في مكان العمل

يعتبر تحقيق التوازن بين تنظيم الفعاليات والحفاظ على إنتاجية الموظفين تحديًا يتطلب تخطيطًا استراتيجيًا ومرونة في التنفيذ. إحدى الطرق الفعّالة لتحقيق ذلك هي دمج الفعاليات مع أهداف العمل ذاتها. على سبيل المثال، يمكن تنظيم ورش عمل تركز على تطوير المهارات المهنية مثل الابتكار أو إدارة الوقت. والتي لا تثري معرفة الموظفين فحسب، بل تسهم أيضًا في تحقيق أهداف الشركة طويلة المدى. بالإضافة إلى ذلك، تعد أنشطة بناء الفريق — مثل المسابقات الإبداعية أو جلسات حل المشكلات الجماعية — وسيلة لتعزيز التعاون بين الأقسام مع تحفيز الإنتاجية عبر بيئة تنافسية صحية.

دعوة للتفكير:

إذا كنت مسؤول موارد بشرية تطمح إلى تحويل فعالياتك من مهام روتينية إلى إرث يخلّد قيم مؤسستك. أو إذا كنت تبحث عن شريك يفهم لغتك الاستراتيجية. فاعلم أن كل قاعة تخطط لها وكل فعالية تنظمها هي لبنة في صرح ثقافة مؤسستك. لأن في النهاية، الرأس المال البشري هو أساس أي نجاح، والاستثمار فيه هو الضمانة الوحيدة لمستقبل مزدهر.

الخاتمة: من الروتين إلى صناعة الإرث

في النهاية، لم يعد تنظيم الفعاليات أو تأمين القاعات مجرد مهمة إدارية، بل فرصة لصنع فرق ملموس في حياة الموظفين ومسار الشركة. فالقاعة المجهزة ليست أربعة جدران، بل مساحة للإلهام، والفعالية ليست حدثًا عابرًا. بل لحظة تعيد تشكيل الثقافة المؤسسية. لذلك، على مسؤولي الموارد البشرية أن ينظروا إلى شركائهم في تنظيم الفعاليات ليس كمورّدين، بل كحلفاء في رحلة بناء مؤسسة نابضة بالحياة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *